بعد الجفاف الذي عانت منه البلاد خلال الأشهر الفارطة إثر نقص أو إنعدام التساقطات المطرية، أنعم الله عباده بعد سجودهم ودعائهم في صلاة الإستسقاء بأمطار غزيرة غير أن بعض المدن والمناطق السكنية إنعكست عليها هاته الرحمة لتصبح محنة كانت أشدها ضررا ما نسميها عروس الشمال مدينة طنجة.
عاشت المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية ليالي سوداء باردة بسبب التساقطات الشتوية التي كانت كفيلة بإغراق معظم الأحياء الشعبية، فياضانات إجتاحت المنازل دون سابق إنذار تاركة ورائها أسرا مشردة وبيوتا مخربة وأمتعة مبللة لم تعد لها أي منفعة، إثر المياه المسربة.
بعد هول الواقعة إنتشرت صور فاضحة للبنية التحتية الوهمية، حيث قام بعض المواطنين المتضررين بمشاركة صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر كمية الأضرار التي ضربت كلا من حي بني مكادة وبنديبان، حي المجد وحي بحوت، إلى جانب سحب عدد كبير من السيارات التي كانت مركونة جانب الطرقات إثر قوة السيول المتدفقة الناجمة عن إختناق قنوات الصرف الصحي التي إنفجرت بعد عدم قدرتها على امتصاص كافة الأمطار المتساقطة.
ناهيك عن إنقطاع الكهرباء بمنطقة مسنانة والعوامة وغيرهما، أمر جعل الساكنة تعاني وتستنجد بالجهات المعنية، لتتدخل الفرقة المختصة في مثل هذه الكوارث الطبيعية لتخفيف الأضرار، وللإشارة ليس هذه أول مرة تعاني فيها المدينة فور حلول فصل الشتاء، ولازالت معظم أحيائها مهددة بالغرق في أي لحظة إثر ضعف البنية التحية.
