حمزة بصير
تناقلت مجموعة من وسائل الإعلام الغربية خبر أن بريطانيا تتجه نحو إعلان اعترافها بمغربية الصحراء، سيرا على خطى حليفها الأمريكي، وهو ما اعتبره الخبراء بأنه خطوة منتظرة ستكون لها نتائج وانعكاسات إيجابية على المشهد الإقليمي، والتي تبرز كذلك نجاح استراتيجية المملكة في تنويع وتطوير علاقاتها الخارجية.
وذكرت صحيفة “أتالايار” الإسبانية، نقلا عن مصادرها أن المملكة المتحدة تتجه على خطى الولايات المتحدة من أجل الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وقع اتفاقيات تجارية وسياسية وعسكرية مع المملكة.
في هذا الإطار، قال خالد الشيات، المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح إن الاعتراف البريطاني بمغربية الصحراء مجرد مسألة وقت، بسبب الروابط والقناعات السياسية التي عبرت عنها المملكة المتحدة ما مرة، وأن لندن والرباط مؤمنان بالاستقرار ووحدة الدول.
وأشار الشيات إلى أن أحد أبرز العوامل التي دفعت بريطانيا لهذه الخطوة هي تعاظم الدور الاقتصادي لها بالمملكة، فيما يرتبط بالتنقيب واستخراج الغاز والنفط والعقود المبرمة في هذا الإطار، المرتبطة بالطاقة والمعادن.
وأبرز أستاذ العلاقات الدولية أن بريطانيا اليوم هي أحد الحلفاء الاستراتيجين للمغرب إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار سعي المملكة إلى تنويع علاقاتها الدولية خاصة مع القوى العظمى.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الاعتراف البريطاني المرتقب بمغربية الصحراء يضاف إلى سابقه الأمريكي، ما سيقوي الطرح المغربي بشأن الحكم الذاتي لأقاليم المملكة الجنوبية، خصوصا وأن كلا من لندن وواشنطن فاعلان أساسيان وحاسمان في مؤسسات المنتظم الدولي كمجلس الأمن الدائمين العضوية به (5 دول هي فقط الدائمة العضوية)، المسؤول عن تحديد مسارات حلول الصراعات والإشكاليات التي يعرفها العالم.
وأكد الشيات على أن مساندة أمريكا وبريطانيا للمملكة سيجعل قضية الصحراء المغربية ملفا منتهيا واقعيا، أما عمليا فالزخم الذي سيخلفه إعلان لندن المرتقب سيدفع دولا أخرى للسير على نفس الخطى.
وشدد المحلل السياسي على أن هذه الخطوة ستكون انعطافا قويا لصالح قضية المغرب الأولى، وضربة موجعة لدعاة الانفصال وللمسارات المعادية للرباط في المنطقة المغاربية.
