لماذا تكالب علينا بعض العرب بمجرد ان اعترفت إسرائيل بمغربية الصحراء؟

جرت العادة انه كلما كان المرء طيبا، كلما تضاعفت محنته مع الاخر ، وكلما زاد صبره ، كلما تقوى المنافقون وتكالبو عليه، مثال قد نقيسه على بلاد المغرب. فالمملكة الشريفة، بقدرما هي تحاول دائما بان تكون صديق الجميع، بقدرما يخرج من الاصدقاء و الجيران و الحلفاء من يبحثون عن درائع لابتزاز المملكة والاجتهاد في لي دراعها من خلال تعاطيهم مع ملف وحدتنا الترابية.

معلوم لدى الجميع ان اقليم الصحراء كان مغربيا عبر التاريخ، بل وحتى ارض موريطانيا وجانب من تراب الجزائر، كانا كذلك، و تم بفعل اطماع المحتلين تقزيم ارض المغرب، و افتعال مشكل في الصحراء الى ان اصبحت المملكة تتفاوض على جزء من كبده بقوة ضغط الطامعين، من بينهم بعض من الاخوة العرب للاسف.

مؤخرا اعلنت دولة اسرائيل اعترافها بمغربية الصحراء، وخرج لقاء هذا الاعلان جمع من ابناء العرب يصرخون من التقارب المغربي الاسرائلي، يزعمون كون الاخير عدو العرب ومغتصب لاراضيه.

عرب من اشد الكفر والنفاق، يعتبروننا من ابناء جلدتهم وحلفاء لنا، وتجمعهم بنا روابط الدين والعرق واللغة والثقافة واخوننا في الاسلام، ومن جانب اخر، ظلوا لعقود يستهدفوننا بشكل مباشر وغير مباشر، يعطلون مسيرتنا التنموية، ويمضون في تعقيد مشكلة صحرائنا ، ولم يعملوا يوما على مداواة هذا الجرج، والاعتراف صراحة بان الصحراء هي ارض مغربية، كما فعلت اسرائيل مؤخرا.

لنتحدث عن فلسطين نفسها، هي دولة، يعتبر المغرب من اكبر الداعمين لقضيتها، ماديا ومعنويا، والمغرب يطالب علنا باستقلاليتها وعاصمتها القدس الشريف ، وفلطسين، لم تعترف صراحة بمغربية الصحراء، بل وثميل الى اطروحة الجزائر العدو للمغرب في كثير من القضايا والمناسبات.

في نظري ان المغرب، ارتكب اخطاء سياسية بسبب تعاطفه مع القضية الفلسطينية، وبسبب صداقاته مع الدول العربية، فشخصيا، قضية فلسطين بالنسبة لي هي قضية فلسطينية، ولا تهمني في شيء، ولا يربطني بها سوى القدس الشريف، ولنا في امارة المؤمين، الثقة الكاملة في التصرف كما يراه مناسبا، سيما وان المسلمين نرى انهن يؤدون شعائرهم الدينية بالقدس بدون مشاكل الى عند رغبة اسرائيل في فرض الامن لسبب من الاسباب.

يجب على العرب ان يعلموا بان اسرائيل تأخرت كثيرا عن اعترافها بالصحراء المغربية، وما كان عليها ان تفعل، كما يجب ان يعلموا بان علاقة المغرب بأسرائيل تختلف عن علاقتهم بها، فالمغرب كان الملاذ الامن للاسرائيليين وقت الشدة، وكان فضل المغرب عليهم كبير جدا، والمغرب استضافهم واكرم متواهم في وقت ضعفهم، و لم يكن المغرب غرضه انذاك من الفعل، سوى لايمانه بالتعاليم الاسلامية الداعية الى حسن المعاملة مع المستضعفين في الارض كيف ما كان ايمانهم.

وقد كان لنا في قصص ابائنا واجدادنا، عن علاقتهم المباشرة مع اليهود ايام تواجدهم بالمغرب امثلة كثيرة، كيف كانوا يحترمونهم، ويقضون اغراضهم. ويقومون بتامينهم و تأمين تجاراتهم، وتوفير لهم المبيت والحماية الى كان غادروا ارض الوطن عن طواعية، وبعد ان تقوت اسرائيل واضحت قوة عظمى، وبها من المواطنين من اصل المغاربة المئات من الالاف، كان لزاما على دولة اسرائيل، ان ترد الجميل الى اهل المغرب، ويجب عليها تقديس المغرب لقاء اكرامنا لنا، ولا ان تمحوا من بالها فضلنا عليها، عكس ما فعلت بنا ثلة من الاعراب ودول الاحتلال، فرنسا واسبانيا والبرتغال الناكرين لفضل المغرب وجميله عليهم.

ان اعتراف اسرائيل بمغربية الصحراء، تأخر كثيرا، ومن باب الاعترف بالجميل، اصبح من الواجب على الاسرائليين القتال الى جانب المغرب، والوقوف معه الى حين تحقيق وحدته الترابية ، ومساعدته في سلك درب التقدم والازدهار.

المغرب ما فتئ يظهر للجميع حسن نواياه، ولكنه للاسف يقابله ذلك جمود في حبه والوقوف الى جانبه، عكس اشارة الجانب الاسرائيلي التي ظهرت في وقت الشدة، واعترفت بمغربية الصحراء، وتعيين ملحق عسكري، واعطاء وعد الدفع بسلك كل الطرق لمساعدة المغرب من اجل نيله وحدته الترابية، والقضاء على المتربصين به، واتمنى ان تصدق هذه المعالمة كما كنا صادقين معهم في الوقت الذي تخلى عنهم الجميع.

 

                                  لحسن كوجلي/ما5 تيفي

تابعنا على Google news
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications