ما 5 تيفي – حمزة بصير
خلق كمال السعدي، ابن الوزير السابق (موسى السعدي) جدلا واسعا اليوم الأحد، بسبب منشور له نعى فيه الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
واعتبر مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الترحم على أي شخص يبقى عاديا، لكن ما قام به مسؤول يتولى اليوم مهام مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس، وهو ابن السياسي البارز موسى السعدي، الوزير السابق للطاقة والمعادن (1979-1983) والأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي، لا يبدو أنه طبيعي أو عفوي، وأن هناك نوايا محددة لدى الرجل في البحث عن الشهرة أو البروز للواجهة، لا سيما وأن اسم كمال ارتبط بوالده.
ومن أبرز الردود التي تكررت بقوة على هذا المنشور، هي تلك التي ذكرت أن هذا الشخص الباحث عن شرفة للشهرة، يجهل أو يتناسى عداء الراحل بوتفليقة للمملكة ومساهمته الكبيرة في قطع جسر التواصل والتآخي بين الشعبين المغربي والجزائري.
وفي تدوينات متعددة، أشار كثير من النشطاء للحقائق التي يعلمها القاصي والداني بشأن دور بوتفليقة في النزاع المستمر بين البلدين بالرغم من اليد الممدودة والدائمة من الرباط تجاه الجارة الشرقية، والتي يبقى من أبرزها طرد 350 ألف مغربي من التراب الجزائري سنة 1975.
ويضاف لها إشراف بوتفليقة على خلق الكيان الوهمي الانفصالي (البوليساريو) في الصحراء المغربية، إذ يعتبر هو مهندسه الأول أثناء توليه وزارة الخارجية الجزائرية ما بين 1963 و1979.
كما وقف وراء عديد الجرائم في حق المغاربة وأرضهم، أهمها سقوط ألفي شهيد من قواتنا المسلحة الملكية خلال حرب الرمال وغيرها من النزاعات المفتعلة.
وفي هذا السياق، تساءل العديدون بعد كل هذا العداء الذي كان يكنه الراحل للمملكة، كيف يعقل أن يدعو مغربي مع بوتفليقة أن يكون مع النبيين والصديقين في الجنة؟ أين الغيرة الوطنية؟
جدير بالذكر أن بوتفليقة توفي يوم الجمعة الماضي، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد أن كان أحد الوجوه البارزة في النظام الجزائري منذ الاستقلال عام 1962، إذ تولى عدة مهام أبرزها وزارة الرياضة والشباب وبعدها حقيبة الخارجية، وصولا لرئاسة الجمهورية لمدة قاربت 20 سنة (1999-2019).
