“ذا تايمز”: بريطانيا والمغرب لهما تاريخ مشترك يساعد على خلق تعاون استراتيجي وشراكة اقتصادية 

ناصر بوريطة وبوريس جونسون

ما 5 تيفي – حمزة بصير

نشرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية تقريرها، يذكرني أن بلادها (بريطانيا) والمغرب يتمتعان بتاريخ مشترك يساعد في إبرام صفقات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المملكتين.

 

وأشارت “ذا تايمز” إلى أن مئذنة قصبة لوداية بالرباط ، التي بناها قرصان إنجليزي سابق اعتنق الإسلام، ترمز إلى معاهدة عمرها 300 عام بين المملكتين.

وكان يعرف الرجل الإنجليزي الذي بنى مئذنة المسجد الرئيسي بالقصبة، باسم أحمد الإنجليزي أو “أحمد الإنجليز”.

ووفق المصدر ذاته، يشير المؤرخون إلى أن أحمد، كان مهندسا يعمل لدى السلطان المغربي في القرن الثامن عشر، والذي وصل إلى منصبه بعد أن عمل كقرصان في مدينة سلا المجاورة، التي كانت ذات يوم مركزًا للقراصنة البربريين المعروفين باسم “سلا روفرز” أي قطاع الطرق بسلا.

واعتبرت الصحيفة، أن أحمد الإنجليزي هو واحد من العديد من الشخصيات الملونة التي تضيء صفحات التاريخ البريطاني المشترك مع المغرب، والذي يتم الاحتفال به هذا العام مع احتفال الدولتين بالذكرى 300 لاتفاق سلام بينهما. 

وأبرز المصدر ذاته، أن معاهدة 1721 بين بريطانيا العظمى والمغرب ليست حبرا على ورق، وهو ما يبرز اليوم من خلال سعي لندن لإبرام صفقات جديدة مع الرباط في عالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، بما في ذلك الروابط البحرية والتجارة الزراعية واتفاقيات الطاقات المتجددة.

وعن أسباب توقيع هذه المعاهدة في ذلك الوقت، تقول الصحيفة أن النزاعات التجارية والقرصنة واحتفاظ السلطان مولاي إسماعيل بمئات العبيد البريطانيين، ومعظمهم من البحارة الأسرى، أدى إلى إحباط علاقة ازدهرت في عهد إليزابيث الأولى، وهو ما جعل المملكة المتحدة تبحث عن كيفية جعل المغرب حليفا لها لضمان الدعم اللوجستي لأراضيها الجديدة، بعد أن  أدت المشاحنات المختلفة  بين البلدين، في القرن الثامن عشر إلى الاستيلاء على السفن البريطانية وقطع إمداداتها عن جبل طارق.

مضيفة، أنه بعد مهمتين فاشلتين، أرسل الملك جورج الأول تشارلز ستيوارت، ضابط البحرية الملكية الذي نجح في إقناع السلطان المغربي بالتوقيع على المعاهدة على متن سفينة “HMS Dover”، التي كانت راسية في خليج تطوان، في 17 يناير 1721. 

وكتبت المعاهدة باللغة الإسبانية، والتي تضمنت تعهد الطرفين بأنه “يجوز للإنجليز الآن، ودائماً فيما بعد، أن يتم استخدامهم واحترامهم بشكل جيد”، وأن “جميع السفن الإنجليزية قد تمر وتعيد عبور البحار دون عوائق”.

ووفق ” ذا تايمز”، فإن قضية تحرير الأسرى البريطانيين، تطلبت حضور الملك ستيوارت إلى مكناس من أجل ملاقاة السلطان مولاي إسماعيل، ليتم إطلاق سراح 296 من العبيد البريطانيين، الذين تم استقبالهم بحفاوة كبيرة عند عودتهم إلى لندن.

وتابعت الصحيفة المعاهدة أرست الأساس لعلاقة طويلة لعب فيها العديد من البريطانيين أدوارًا غير عادية، وكان من بينهم السير هاري أوبري دي فير ماكلين، مبرزة أن بريطانيا العظمى سيطرت على التجارة الخارجية للمغرب طوال القرن التاسع عشر حتى الوفاق الودي في عام 1904، عندما وافقت على مبادلة مصالحها في المغرب بمصالح فرنسا في مصر، مشيرة  إلى أن الدبلوماسيين يأملون الآن مرة أخرى في زيادة نفوذ بريطانيا في المملكة، باستخدام المعاهدة القديمة لإنشاء روابط جديدة.

وأبرزت “ذا تايمز” أن المغرب كان من أوائل الدول التي توصلت إلى اتفاقية شراكة مع المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث زادت صادراتها الغذائية إلى بريطانيا بنحو 40 في المائة في الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنه تم افتتاح خدمة عبّارات شحن مباشرة أسبوعية جديدة بين طنجة وبول، مما أدى إلى خفض وقت رحلة الشحن بمقدار النصف إلى ثلاثة أيام، وتقليل استخدام الطرق عن طريق تجنب العبور عبر إسبانيا.

وذكرت الصحيفة بالاتفاقية الأخيرة التي وقعت بين المملكتين، بخصوص نقل الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، من المغرب إلى بريطانيا، عبر بناء أطول كابل كهربائي تحت سطح البحر في العالم، يمتد على مسافة 3800 كيلومتر. 

www.ma5tv.ma

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications