“لعنة” مواقع التواصل الاجتماعي

إيمان الرايس

 من منا اليوم أضحى لا يعرف مصطلح البوز الشهير، فبسبب تفاقمه خلال السنوات الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق أكثر من واسع، أصبح سيرة كل لسان. 

لعنة جعلت بعض المشاهدين يخوضون غمار حرب المنتصر فيها ينال أحد مقاعد ما يسمونه  “بالطوندونس المغربي”. وإن تطلب ذلك استغلال جسده أو أفراد أسرته أو حتى  طمس كرامته، يضع قبالة عينيه جدارا شاهق كتب عليه  “ملايين المشاهدات تساوي ملايين الأموال”، ليقرر تسلقه بأي طريقة ولو كانت بالتفاهة، لما لا والتافه اليوم أصبح يتقاضى أجرا غير متوقع.

ولكي أوضح لك أكثر فالنرجع، ذاكرتك إلى الأشهر القليلة  الماضية، بينما كنت تعمل من 8 إلى 10 ساعات في اليوم  تعصر فيها دماغك وتجهد جسدك لمدة 6 أيام في الأسبوع، مقابل ثمن قليل، إذا بك تتفاجأ  بشاب من ملايين الشباب يحقق دخلا شهريا يفوق ما تجنيه  بعرق جبينك خلال سنة كاملة، بل تنهال عليه الدعوات والعروض لتقديم الدعايات وافتتاح فنادق ومحلات تجارية مقابل مبلغ مالي ينسيك جهد العمل وما ورائه، والسر هو نشر التركي المسمى “ياسين جنكيز” شريط فيديو يرقص فيه ويهز بطنه لمدة 20 ثانية بطريقة يعتبرها البعض مضحكة، والنتيجة “ملايين المشاهدات”. بعد مرور ساعات وأنت تتخبط بين الأنستغرام و التيك  توك في لحظة شرود تذرك أنك تعيش على خطى زمن نالة منه لعنة البوز.

إذن هل أنت الضحية أم المسؤول ؟

ردا على السؤال أجاب طارق موظف في إحدى شركات السيارات، يبلغ من عمره 34 سنة لا يهتم كثيرا بمواقع الإستجمام( مواقع التواصل الاجتماعي ) قائلا:

“الدولة هي السبب الرئيسي وراء هاذ شي، بصمتها على التفاهة أتهميشها لتعليم وفرص الشغل يطر المواطن أنه يشطح باش يجمع فلوس”.

ومن جهة أخرى عبرت وئام مربية بإحدى المدارس الخصوصية يبلغ عمرها  27 عاما، عن استيائها قائلة “المواطن هو لكشجع هذه الفئة في إنتاج فيديوهات تافهة أو مخلة بالحياء، فلو كانت الرقابة على مواقع التواصل مكانش أي واحد يمشي ليهم، مقترحة حلا وهو تفادي زيارة مواقع تستنفد وقت المواطن.

فهل يستطيع البعض التصدي في وجه رغباته استغناء على هذه العادة؟

تطلعا للأمر وجهة السؤال ل “أية” إحدى مستعملات منصة التيك توك، إذا كانت تستطيع تفادي مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ثلاث أيام، بحكم أنها  تلميذة في السنة الأولى من سلك البكالوريا، وأجابت قائلة : “صراحة منقدرش خصوصا أنني كل نهار كنصور فيديو في تيك توك مرة مع صحاباتي مرة بوحدي فدار أكنفرح ملي كتكون نسب المشاهدة كبيرة “.

بين مؤيد ومعارض اختلفت الآراء و تعددت، ليطل علينا المحلل والأستاذ والصحفي،”سعيد ياسين، بوجهة نظر مفادها أن” مواقع  التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت تشكل سلطة خامسة  والدليل هو  تأثيرها على مجموعة من القرارات والظواهر، لكن الظاهر أن هذه المواقع انحرفت على الخاصية التي خصصت من أجلها وهي خدمة الإنسانية وتوعيتها، متجهة نحو ما يسمى بروتيني اليومي ونشر الأخبار الزائفة وغيرها من الأمور التافهة، وأضاف الصحفي “يجب تنظيم ترسانة قانونية وفرض رقابة تحد التفاهة ولا تكبح حرية التعبير.”

وبعد هذا التحليل، إلى جانب التفاهة، لا يمكن أن ننكر حقيقة وجود مؤثرين ساهموا بمحتوياتهم التوعوية والهادفة في تغيير مصير مشردين وأميين كذلك، كخلاصة صيحتي هذه قصدت بها من تمكنت منهم لعنة التفاهة.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications