فوضى وازدحامات.. أحياء البيضاء تتحول إلى قنابل قابلة للانفجار

أحياء البيضاء

ما 5 تيفي – الدار البيضاء / حمزة بصير

تشهد مدينة الدار البيضاء قبيل عيد الأضحى حالة من الارتباك على مستوى أبرز شوارع المدينة “المتروبولية”، والاكتظاظ بالأسواق الشعبية استعدادا لهذه المناسبة، وهو ما خلف مجموعة من حوادث السير والشنآن وحالات عنف بين المواطنين.

ووفق ما عاينته جريدة “ما 5 تيفي” من مناطق مختلفة من مدينة الدار البيضاء، فإن أغلب الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية صارت نقطا سوداءً خلال هذه الفترة، إذ تكثر المشاحنات بسبب العصبية المفرطة وحوادث السير نتيجة التسرع أثناء التنقل بغية الوصول في أقل مدة ممكنة للأماكن المقصودة.

ورصدنا خلال تنقلنا بين مجموعة من الأحياء والدروب حالات شجار وحوادث سير، مثلما حدث في حي الألفة، عندما أدت السرعة المفرطة وعدم الانتباه إلى اصطدام دراجة نارية بسيارة، ولحسن حظ الشاب صاحب الدراجة أنه لم يصب بأذى، بعدما قفز أمتارا بعيدا عن دراجته قبل أن يصطدم بالأرض بقوة، لتطال الأضرار ما هو مادي فقط، لكن الغريب هو تبادل العنف اللفظي والجسدي بين طرفي الحادثة عقب ذلك، ومحاولة كل منهما ربط مسؤولية ما وقع بالآخر.

وبمنطقة الحبوس والبلدية بدرب السلطان لا يختلف الحال عن سابقه وفق ما شهدناه من عين المكان، فالاكتظاظ والمشاحنات لا تغيب عن أزقة هذا المكان الحيوي بالعاصمة الاقتصادية، الذي يقبل عليه البيضاويين، خصوصا أولئك الذين يشدون الرحال لموطنهم بمدن أخرى قصد قضاء العيد مع أفراد عائلاتهم.

وفي هذا الجانب، يرى محمد حُبيب، أستاذ علم الاجتماع والخبير في مجال العلاقات الأسرية، في تصريح لجريدة “ما 5 تيفي” أن أسباب المشاكل المتكررة سنويا قبيل فترة عيد الأضحى، ترجع لكون أن ظاهرة أو سمة العنف خلال هذه المرحلة في أغلبها أساسها مشاكل الاقتصادية، التي ترفع من منسوب الاحتقان لدى مجموعة عريضة من المجتمع.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن جائحة “كورونا” زادت الوضعية تأزما خلال السنتين الأخيرتين، وهو ما جعل خلال هذه الظرفية عديد المواطنين يعيشون حالة من الشحن النفسي السلبي، المتمثل خلال الأيام الماضية بشوارعنا في وقوع أعمال عنف وحوادث السير، لاسيما مع قصر مدة العطلة المخصصة لهذه المناسبة الدينية المقدسة لدى المغاربة.

وشدد خبير العلاقات الأسرية على ضرورة تكاتف جهود الجميع مواطنين ومؤسسات من أجل مرور هذه الظرفية الاستثنائية بسلام، لاسيما في ظل التهديد الصحي الذي يطال البلاد، مع عودة الحصيلة الوبائية لـ “كورونا ” للارتفاع  مجددا خلال الأسابيع الماضية. 

وفيما يخص السبل الكفيلة بتجاوز هذه الإشكاليات المطروحة خلال هذه المرحلة، دعا حُبيب إلى التركيز على وعي المواطن، بالتنبيه إلى جسامة الأخطاء التي يقع فيها المواطنين، وإبراز كيفية تجنب المخاطر والأزمات التي سيفرزها سوء التعامل والاستهتار الحاصل اليوم، مشيرا إلى أن وجود مسؤولية كبيرة على عاتق فعاليات المجتمع المدني والإعلام في هذا الجانب.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications