ما هي قصة حكيم زياش ماكر الأهداف؟

بقلم: إيمان الرايس

 

العبارة الشهيرة التي نطقها أحد الأباطرة الفرنسيين، “وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة”، حولها اليوم اللاعب المغربي حكيم زياش لتصبح وراء لاعب عظيم قصة حزينة، لاطالما تشكلت أحرف قلمي في كلمات مواضيعها إجتماعية، لكن، قصة اليوم لها طعم إنساني كروي، نجاح طفل عاش مرارة الفراق قبل بلوغ سن 16 عشر جعلتني أمعن فيها النظر، ففضلت أن أشارك معكم بضع أسطر مستحضرين سلوكياته الأخلاقية وأهدافه العالمية.

 

اللاعب المغربي حكيم زياش
اللاعب المغربي حكيم زياش

 

قبل تسليط الضوء عليه فلنعد إلى سنة 1993 في 19 عشر من شهر مارس وبالتحديد مدينة درونتن الهولندية، فيها فتح زياش عيناه على صورة إخوانه السبع، من أم مغربية وأب هولندي الجنسية، قررت الأسرة الهجرة من منطقة تافوغالت نواحي مدينة بركان، إلى الديار الأجنبية، هربا من داء الفقر القاتل، بحثا عن الاستقلال المعيشي، وبفضل الأب المناضل “محمد زياش”، عاش أل زياش على أطراف أصابع الإعتدال المادي، لاهم من أغنى الأغنياء ولا من أفقر الفقراء.

 

 

بطلنا حكيم كان عاشقا لكرة القدم منذ صباه ما جعل والده يسجله سنة 2001 في إحدى الفرق الرياضية لتفريغ طاقته الداخلية، هذا بالموازاة مع الدراسة، كانت تلك أجمل لحظات حياة حكيم، حتى جاء فجر ذلك اليوم اللعين حين استيقظ أل زياش على صرخت شديدة مدوية، خبر وفاة الأب السند مزق سكون الليل، تخيل معي أن تفقد رفيق دربك، في أيام صباك والدك العظيم يذهب عن الحياة، فتجد نفسك بين ليلة وضحاها طفلا يتيم الأب بعد أن سلبه منك المرض، إنه أمر صعب حقا.

 

 

صدمة غيرت حياة حكيم جذريا من طفل طموح يشع أملا إلى مراهق مستهلك لجميع أنواع المخدرات، يجول بين الأزقة المظلمة باحثا عن مخدر ينسيه ذكرياته المؤلمة، ضلت الأم تحاول جاهدة إنقاذ ابنها ولأن الأمر استصعب عليها استنجدت بأحد الأصدقاء، ليتدخل المنقد عزيز ذو لفقار، كان أول لاعب مغربي يحتفي بالدور الهلندي أنا داك، مسك يد زياش وأدخله لأحد النوادي الهولندية، زياش كرويا كان ممتازا، لكن أخلاقيا كان مشاكسا ما جعله يقطع علاقته بالدراسة وتتقلص مشاركته في المباريات.

 

عزيز ذو لفقار اول مغربي يحتفي بالدور الهلندي
عزيز ذو لفقار اول مغربي يحتفي بالدور الهلندي

 

هنا القدر سيضع المنقذ عزيز في طريقه للمرة الثانية، فنجا حكيم من الجحيم وبدأ يفهم ماله وما عليه، مركزا على سقل مهارته الكروية، ملاحظة استغلها المدرب الأسطوري “ڤان باستن” فأدخل حكيم إلى فريقه الذي سطع فيه نجمه الكروي ليفوز بجائزة أفضل لاعب في الفريق خلال ذاك الموسم، من هنا بدأت الشهرة تطرق باب زياش فتساقطت عليه العروض كقطرات المطر، إستمر الاعب الأسطوري في مسيرته الكروية بنجاح، فمرت الأعوام مسرعة، فجر تبعه فجر ساعات ركضت وراء أخرى أيام هرولت بلا عودة، إلا أن وصل ذلك اليوم المعلوم عندما إختار حكيم اللعب لصالح المنتخب المغربي، إختيار علق في حلق الشعب الهولندي بدءا من الإعلام مرورا بأساطير الكرة وصولا للجماهير التي أتت منهم الضربة القاضية، فبعد إنتهاء مشاركة حكيم في اللعب مع المنتخب الوطني خلال الأعوام الخوالي عاد لفريقه السابق وحين سجل هدفا جميلا في إحدى المقابلات توجه للإحتفاء مع جمهوره لكنهم تناسو الهدف… وهاجمو زياش.

 

 

رغم المشاكل التي لا ترحم والأزمات الهالكة التي مرت عليه حتى تحطم والأيام الجارحة التي أسالة دمائه في صغره بعد فقدان والده، إتكا حكيم على سنده، أمه الصديقة والرفيقة حتى رأت نجم إبنها يلمع ويفوز بعدة ألقاب رياضية أشهرها: “عصبة الأبطال الأوروبية، والسوبر أروبي”.

 

 أم الأسطورة المغربي زياش
أم الأسطورة المغربي زياش

 

وبعد غيابه الطويل عن ارتدائه قميص وطنه بسبب رويات وتأويل ما سبق من المدربين، هاقد عاد اليوم بطلنا حكيم ليهز بمكره شباك الغريم في مونديال مدينة الرمال قطر 2022، مع فريق أدخل الرعب في قلوب المشاهدين، صامدين خلف قائد يقال أنه أصلع لكنه مع الأسود أبدع.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا

أضف تعليقك

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications