صبار: الخطاب الملكي أبرز المكاسب والتحديات التي تعرفها القضية الوطنية وحمل رسائل لأصحاب المواقف الغامضة

يونس صبار

ما 5 تيفي – حمزة بصير

أبرز خطاب جلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت، بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، الدينامية الصريحة والملموسة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، وأرسى كذلك لنهج المملكة المتواصل في الالتزام بالخيار السلمي لحل النزاع المفتعل، وكذلك مواصلة أوراش التنموية المفتوحة بالأقاليم الجنوبية، وكذلك توجيه رسائل واضحة لمجموعة من الدول الشريكة بخصوص توضيح موقفها من القضية الوطنية، إلى جانب التطرق إلى التطورات التي يعرفها هذا الملف.

وفي هذا الصدد، قال يونس صبار، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق عين الشق بالدار البيضاء، في تصريح لقناة “ما 5 تيفي” إن الخطاب كان قويا في مختلف محطاته، وأتى في سياق خاص دولي وإقليمي ووطني، ميزته حركية الدبلوماسية المغربية وما حققته من نجاحات في إطار ما يعرف بدبلوماسية القنصليات، أبرزها تدشين القنصليات بالعيون والداخلة التي بلغ عددها 24، إضافة إلى اعتراف مجموعة من الدول بمغربية الصحراء، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

واعتبر صبار أن الخطاب الملكي أبرز المكاسب والتحديات لقضية الصحراء المغربية، وعلى رأسها أن مغربية الصحراء هي قضية المغاربة جميعا ولا تقبل أي نقاش حولها، ولا سيما باعتبار المملكة اليوم في موقف قوة أكثر من أي وقت مضى، وأنها لن تتفاوض على صحرائها، بل هي  من اختارت العمل على بلوغ حل سلمي للنزاع الإقليمي المفتعل.

وأوضح صبار أن جل نقاط الخطاب تتحدث عن الخطوات التي اتخذها المغرب في سبيل النهوض بالأقاليم الجنوبية على المستوى التنموي والاقتصادي والسياسي  والعسكري، مبرزا الإشادة الملكية في مقدمة الخطاب بدور القوات المسلحة الملكية في تحرير معبر الكركرات، والذي اعتبره جلالته قاطرة للقوافل التجارية بين المملكة وموريتانيا. 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن الخطاب ركز على الجانب التنموي بالأقاليم الجنوبية، مستحضرا التنمية المتواصلة التي انطلقت منذ عقود على مستوى شبكة الطرق والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية والتعليم والنهوض بشباب المنطقة على مستوى التكوين والتشغيل الصحة وغيرها.

وارتباطا بذلك، يرى صبار أن الجهوية المتقدمة باعتبارها ورش وطني كبير، أعطى انطلاقته جلالة الملك منذ سنوات، يحتاج اليوم إلى تنزيل وتفعيل أكثر من أي وقت مضى، وهو ما أبرزه الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء.

وأشار المحلل السياسي إلى أن أبرز ما لفت الانتباه في الخطاب الملكي هو تجاهل جلالة الملك بشكل تام للخطابات الرسمية الجزائرية المستفزة الصادرة خلال الفترة الأخيرة، إضافة لتمني جلالته في آخر الخطاب بأن تحظى الشعوب المغاربية بالرقي والازدهار.

مستطردا القول إن الخطاب تطرق أيضا إلى دور بعض شركاء المملكة في المرحلة الأخيرة، في إشارة لكل من تونس وروسيا، اللذان امتنعا عن التصويت على مشروع قرار رقم 2602 يوم 31  أكتوبر الماضي، بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي أعدته الولايات المتحدة بشأن تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية لسنة إضافية، والذي صادقت عليه 13 دولة عضو بالمجلس من أصل 15.

واعتبر صبار أن خطاب جلالة الملك وجه كذلك رسائل مباشرة لأصحاب المواقف الغامضة، مطالبا إياهم بالوضوح في مواقفهم بخصوص القضية الوطنية، مشترطا أن يرتبط التعاون مستقبلا بأن تكون قضية الصحراء المغربية في صلب أي شراكة قادمة، خصوصا أولئك الذين لهم مواقف بين-بين، وهنا يمكن الحديث عن فرنسا وألمانيا اللذان ليس لهما مواقف واضحة من القضية الوطنية.

وأشار الأستاذ الجامعي، إلى أن الخطاب الملكي شدد على ربط التعاون المشترك مستقبلا بشرط أن تكون القضية الوطنية في صلب هذا التعاون كيفما كان، سواءً اقتصادي أو اجتماعي أو تنموي أو سياسي.

ويرى أستاذ العلوم السياسية أن المملكة اليوم أمام حدث بارز، ليس في مسار استكمال الوحدة الترابية فقط، وإنما في مسار متجدد ومتواصل للعمل على ترسيخ مغربية الصحراء، مشيرا إلى أنه على العموم يمكن اعتبار أن مختلف النقاط التي أشار لها جلالة الملك في خطابه تمثل نموذجا فريدا في التعبئة الاجتماعية والالتزام والتشبث بالحق.

www.ma5tv.ma

 

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications