يستعد المواطنون المغاربة في كل سنة بعد مرور عيد الأضحى و حلول عاشوراء, إلى زيارة الأقارب في المقابر الذين وافتهم المنية و رحلوا إلى دار البقاء تاركين وراءهم أناس عزيزون على القلب لكن قدرة الجليل أجبرتهم للعودة إلى التراب لملاقاة خالقهم.
و بهذه المناسبة الموسمية تشهد جل المقابر حركة غير مسبوقة, اكتضاض كبير راجع إلى الأعداد الكبيرة للمواطنين الذين يتوجهون إليها بغرض الزيارة و التصدق و تلاوة ما تيسر من القرآن على رؤوس ذويهم الراحلين, لكن هذا الاكتضاض قد يجعل من السلطات المحلية تشدد القيود على الزوار بسبب انتشار فيروس كورونا الملعون, خصوصا و أن حالات الإصابات ارتفعت في الآونة الأخيرة بشكل كبير ناهيك عن ارتفاع حالات الوفيات جراء الوباء, و هو ما قد يجعل السلطات تمنع الزيارة هذا العام أيضا أو قد تحدد نسبة الزوار .
كلها احتمالات واردة قد تحدث, الوباء اللعين شل حرية الأفراد في التنقل بأريحية و بعثر حياتهم الطبيعية, وجعل منها حياة مليئة بالخوف و الحزن و الحيطة و الحذر.
زيارة المقابر أمر أوصى به رسول الله عليه الصلاة و السلام, و ذلك لكي يتذكر المسلم مأواه الأخير الذي ينتظره و هو فرصة للتصالح مع الذات و الخالق أولا.
هذه المناسبة لا تقتصر فقد عن الزوار, بل أيضا الأشخاص الذين يشتغلون بالمقابر ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر و ذلك لبيع حاجياتهم التي يعرضونها من ماء و قنينات “ماء الزهر”, و أيضا المتسولون الذين يكتسحون المقابر في هذه المناسبة, إضافة إلى المحلات التجارية المتواجدة هناك التي لا يبخل الزوار على الارتياد إليها قصد شراء الفاكهة أو ما يعرف “بالفاكية”.
هي طبيعة اعتاد المواطنون على تداولها في هذه المناسبة, فبعد الانتهاء من الزيارة يتوجه المواطنون إلى تلك المحلات التجارية للاقتناء هذه الأشياء التي أصبحت عادة يصعب الاستغناء عنها, بحكم أنها ورثت من آبائهم و أجدادهم منذ القدم.
