تازة.. واقع الأحزاب السياسية وتطلعاتها التنموية للمدينة

رشيد نفتاح
الأحزاب السياسية بتازة كسائر الأحزاب السياسية بربوع المملكة، إذ تمتاز على برامج تنموية تهم الشأن المحلي والاقليمي وتنزيلها على أرض الواقع، قطاعات شبابية طموحة لها غيرة على المدينة، كل حزب سياسي يحاول جاهدا على تحقيق أهدافه سواء في الأغلبية أو المعارضة وهذا أمر طبيعي، لكن قيادات هاته الأحزاب قليل من تمتاز فيهم صفة قائد سياسي.
هذا ماتعانيه مدينة تازة، لا من ناحية تنزيل برامجها والتي ادعت استعجاليتها ولا من ناحية التسيير السياسي المحض، لأن القيادة السياسية هي آلية للتأثير في سلوك الجماهير الشعبية ومختلف الفاعلين السياسيين مع تحريك مشاعرهم لتحقيق أهداف معينة بشتى القضايا التي تهم الشأن العام، وتازة تفتقر إلى سياسة ناجحة ولا يمكنها إلا إن كانت سياسة ديمقراطية حقيقية لأنها أكثر فاعلية في وقتنا الحاضر، لان القائد الديمقراطي هو من يشرك الأعضاء في اتخاذ القرار، مع شرحه أسباب اتخاده لهذا القرار وإتاحة الفرصة لتحليله ونقده بموضوعية، كما يتميز هذا القائد بقدرته على الانصات الجيد للناس ويشرك أتباعه في الأغلبية والمعارضة في اتخاذ القرارات، بخلاصة التغيير الذي يحدثه القائد السياسي الديمقراطي يكون بالتواصل والحوار التفاعلي المشترك بينه وبين الجماعة، مع امتلاكه القدرة على فهمه للآخرين والانسجام معهم، مع احترام مشاعرهم ولا يهتم بالسيطرة على الناس، بل اتاحة الحرية لهم في التعبير عن أفكارهم ومعاناتهم.
المشكل التي تعاني منه مدينة تازة ولربما جل المدن المغربية، هو مشكل الذات السلطوية الحية، جل القيادات السياسية لم تتخلص من رواسب الشخصية المتسلطة والمهيمنة التي لا تعترف بالحوار والانصات للآخر، لازالوا يحملون في طياتهم شخصية(شيخ القبيلة).
التنافس السياسي شيء طبيعي ومطلوب لاضفاء الحيوية والنشاط على المشهد السياسي وكل هؤلاء الأحزاب رغم اختلاف انتماءاتهم الحزبية واتجاهاتهم السياسية، إلا لهم قواسم مشتركة ويعملون لأهداف عامة في التنمية والتقدم.
إن مجتمعنا يمكن ان يحتمل جميع الاطياف السياسية والاتجاهات الفكرية التي تتجه لخدمة الصالح العام وليس البحث عن المناصب وقضاء المصالح الشخصية وهذا مايحصل
في مدينة تازة وغيرها من المدن المغربية للأسف، فمتى يحصل هذا التغيير المنشود؟ ومتى تتطور العقليات ونزول الأصنام المتعرية في الذات والوجدان؟ صحيح الأمر صعب لكن ليس بمستحيل، العمل السياسي يامسؤولي الشأن المحلي والاقليمي سياسيا يتطلب الصبر، التعلم، الفهم ومعرفة الذات واحترام مشاعر الآخر.
يجب على القوى السياسية أن تعمل على تصريف خلافاتها السياسية والعقائدية بنوع من المرونة والاحترام والانصات الآخر بروح المسؤولية والجدية ومحاربة الجهل المعرفي وليس الأبجدي فقط مع التسلح بالعلم والعقل وحب الوطن.